
وجهات بديلة: جرب مكانًا مختلفًا هذا العام
ظهور ما يسمى بـ«الوجهات البديلة»، أي الوجهات السياحية التي توفر بدائل ميسورة التكلفة للوجهات الشهيرة، يعيد تشكيل تفضيلات السفر لدى المسافرين.
هذا الاتجاه، الذي تأثر باتجاهات تيك توك الصاعدة والرغبة في تجارب فريدة، يدفع المزيد من المصطافين إلى استبدال أليكانتي بألبانيا و بنيدورم بالبوسنة. وتقدم هذه الوجهات الأقل شهرة تجارب مماثلة وإثارة مقابل جزء بسيط من التكلفة. كما أنها توفر ميزة تجنب الأماكن التي تعج بالازدحام السياحي المفرط والترويج لمناطق جديدة خارج المسار التقليدي.
فعلى سبيل المثال، ووفقًا لبيانات سلطة الطيران المدني البريطانية، التي حللتها مجموعة مطارات مانشستر (MAG)، ارتفعت حركة السفر إلى البوسنة والهرسك من المملكة المتحدة بنسبة 284% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، بينما زادت الرحلات إلى ألبانيا بنسبة 61%.
قال أندرو ماكميلان، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في MAG: "تُظهر هذه التحليلات أن المسافرين في جميع أنحاء المملكة المتحدة لديهم بعض الوجهات المفضلة الدائمة، سواء كانت عطلات قصيرة في مدن أوروبية شهيرة أو إجازات لمدة أسبوعين على البحر المتوسط".
ولكنه يُظهر أيضًا أن عوامل مثل اتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي وإطلاق مسارات جديدة وبأسعار معقولة إلى وجهات أقل شهرة يمكن أن تؤثر أيضًا على عادات السفر.
وأظهر التقرير أيضًا عودة شعبية الوجهات في شمال إفريقيا حيث شهدت كل من تونس، ومصر، والمغرب زيادة كبيرة في أعداد المسافرين في السنوات الأخيرة. ارتفع عدد المسافرين إلى تونس بنسبة 69%، بينما زادت الأعداد إلى مصر و المغرب بنسبة 26% و44% على التوالي. كما كانت تونس خيارًا شائعًا للزوار من فرنسا وألمانيا، بزيادة بلغت 23% من فرنسا و66% من ألمانيا.
وفي الوقت نفسه، في الشرق الأوسط، أصبحت المملكة العربية السعودية وجهة متنامية الشعبية على مستوى العالم، حيث ارتفعت الرحلات إليها بنسبة 35% من المملكة المتحدة و61% من ألمانيا.
أفضل الوجهات البديلة المناسبة للمسلمين
البوسنة والهرسك
غالبًا ما يُستخدم اسم البوسنة للإشارة إلى الكيانين المستقلين داخل البوسنة والهرسك، تلك الدولة الواقعة في شبه جزيرة البلقان بجنوب شرق أوروبا.
يشكل المسلمون البوشناق أكثر من نصف السكان، بينما المسيحية الأرثوذكسية والكاثوليكية هما الديانتان الرئيسيتان الأخريان، مما يبرز التنوع العرقي والديني الغني في البلاد.
وتزخر الدولة بالكثير لتقدمه لزوارها، من تاريخها المثير وطبيعتها الخلابة إلى شواطئها الرائعة ذات المياه الصافية الزرقاء.

العاصمة سراييفو استضافت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1984، وهي معروفة عالميًا بأحداثها أثناء حرب البوسنة في التسعينات. إلا أن المدينة تجاوزت ماضيها المأساوي وأصبحت اليوم وجهة نابضة بالحياة تجذب السياح ورجال الأعمال.
تتميز المدينة بتراثها الإسلامي العريق، مع وجود المساجد والمعالم المعمارية التي تعكس هذا الانتماء الإسلامي. من بين المساجد الرئيسية مسجد غازي خسرو بك و مسجد علي باشا من القرن السادس عشر.
أما السوق التركي، باش تشارشييا، فهو سوق سراييفو القديم والمركز التاريخي والثقافي المعروف لدى الزوار الأجانب باسم ساحة الحمام. لا تزال الشوارع مليئة بأكشاك الباعة، وشارع النحاسين المزدحم، والمساجد العثمانية الفخمة، والمطاعم في الخانات (الفنادق القديمة)، والكثير من المقاهي الصغيرة الترحيبية.

وتحظى أيضًا المدينة التاريخية موستار بشعبية كبيرة، حيث تقع على ضفاف نهر نيريتفا الجميل. ويُعد جسرها القديم (ستاري موست) أيقونة المدينة، وقد أُعيد بناؤه بعناية بعد الحرب ليبقى رمزًا للتاريخ والصمود.

جامع كوسكي محمد باشا الساحر يطل على الجمال الطبيعي المحيط، ويُعد المكان الأمثل لأداء الصلاة في أجواء روحانية فريدة.
اكتشف المزيد عن الجوهرة الخفية في البلقان
تونس
تزداد شعبية تونس كوجهة سياحية بفضل شواطئها الرملية الخلابة وتاريخها العريق حيث يتوفر الطعام الحلال كخيار أساسي، كما أن ارتداء ملابس السباحة المحتشمة أمر شائع ومألوف أينما كانت إقامتك.

يلاحظ الزوّار التشابه بين المباني البيضاء الساحرة في قرية سيدي بوسعيد الساحلية الهادئة، وبين شوارع سانتوريني اليونانية الأكثر ازدحامًا. كما يُقارن الكثيرون بسهولة زيارة المسرح الروماني المذهل في الجم مع طوابير الانتظار الطويلة والازدحام في الكولوسيوم بروما.
زنجبار
إن كنت تبحث عن عطلة شاطئية حالمة بين أشجار النخيل، ورمال ناعمة نقية، ومحيط أزرق عميق، فإن زنجبار تقدم لك كل رفاهية جزر المالديف ولكن بجزء بسيط من التكلفة.

يمكن لأرخبيل زنجبار أن ينافس جزر المالديف بفضل أكواخه المذهلة على البحر، وشواطئه الخاصة، ومجموعة واسعة من الرياضات والأنشطة المائية.
ويُعدّ القطاع السياحي من أبرز الأنشطة في زنجبار. وبما أن غالبية سكانها من المسلمين، فإن الجزيرة توفّر الكثير من المرافق الدينية للمسافرين المسلمين مثل المساجد وأماكن الصلاة وخيارات الطعام الحلال.
أما في تنزانيا البرّ الرئيسي، فيمكنكم استكشاف تراثها الثقافي الغني، والاستمتاع بمعالمها الشهيرة مثل جبل كليمنجارو و حديقة سيرينغيتي الوطنية.
اكتشف التراث الإسلامي والإفريقي الغني في زنجبار
ألبانيا
تُلقَّب ألبانيا بـ "كرواتيا الجديدة"، حيث تستثمر بقوة في السياحة وتستقطب الزوار الباحثين عن تجربة أقل تكلفة وأقل ازدحامًا. وكما هو الحال في كرواتيا، تتمتع ألبانيا بساحل متوسطي رائع، ومناظر طبيعية متنوعة تضم شواطئ وجبالًا ومواقع تاريخية مميزة.

يشكل المسلمون الألبان حوالي نصف السكان. ويعود الكثير من الثقافة المعمارية الإسلامية في ألبانيا إلى الفترة العثمانية عندما دخل الإسلام البلاد. أثرت الفترة العثمانية في الفنون الألبانية، وتم في تلك الحقبة بناء مساجد تتميز بفن إسلامي كلاسيكي، يضم زخارف ونقوشًا دقيقة.

المملكة العربية السعودية
السعودية تبرز كمنافس قوي لدبي كوجهة سياحية كبرى. فقد أطلقت المملكة تأشيرات سياحية جديدة، وتعمل على مشاريع تطوير طموحة. وتجري خطط لإنشاء منتجعات ضخمة على ساحل البحر الأحمر، إلى جانب مبادرات أخرى تستهدف جذب السياح الباحثين عن الفخامة. أما بين المسلمين، فتزداد شعبية مدن مثل جدة على الساحل، خاصة لقربها الكبير من مكة المكرمة و المدينة المنورة.

وبفضل القرب من المشاعر المقدسة، يمكن للمسافرين زيارة المواقع الإسلامية التاريخية وأداء مناسك العمرة في الوقت نفسه. ولجعل رحلتهم إلى الأرض المباركة تجربة لا تُنسى، يختار الكثيرون رحلات "عمرة بلس" التي تجمع بين العمرة وزيارة مدن ومعالم أخرى داخل المملكة.

اكتشف المزيد حول كيفية التخطيط لعمرتك بنفسك وتعرّف كيف يمكنك إعداد رحلتك بكل سهولة.
أوزبكستان
هناك زخم واضح حول هذه الوجهة الصاعدة، والتي حققت إنجازًا تاريخيًا في أبريل 2025 باستقبالها أكثر من مليون سائح أجنبي في شهر واحد فقط.
لقد استثمرت الدولة بكثافة في قطاع السياحة، وفتحت أبوابها لأكثر من 91 جنسية لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول، بما في ذلك تركيا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والعديد غيرها. وهي دولة ذات أغلبية مسلمة وتفخر بتراث إسلامي عريق يمتد إلى العصر الذهبي للإسلام.

بفضل إرثها العريق على طريق الحرير ومدنها الأثرية المهيبة مثل سمرقند و طشقند و بخارى و خِيوة، تقدم أوزبكستان بديلًا مختلفًا وأقل اكتشافًا لأولئك المعتادين على استكشاف أسواق تركيا النابضة بالحياة ومساجدها العظيمة ومدنها التاريخية المذهلة.

اكتشف أوزبكستان – رحلة عبر الزمن
مصر
يكتشف الكثيرون أن ساحل البحر الأحمر في مصر ليس فقط أقرب وأسهل وصولًا، بل يُعد أيضًا بديلًا أكثر توفيرًا مقارنة بالوجهات الاستوائية مثل المالديف أو حتى الكاريبي. قد لا يمنحك نفس أجواء الجزر المعزولة، لكنه يقدم شواطئ رملية خلابة، ومياهًا صافية، وشعابًا مرجانية نابضة بالحياة، مما يجعله خيارًا رائعًا لعشاق السباحة والغطس والغوص. وفوق ذلك، فهو مناسب للمسلمين ويوفر تجربة ممتعة بتكلفة أقل بكثير.

اكتشف البحر الأحمر – الكنز المخفي لمصر
المغرب
تُعد المغرب واحدة من الوجهات الصاعدة التي تقدّم عطلات مناسبة للعائلة المسلمة رائعة بقيمة مميزة. فبالنسبة لمن يبحثون عن عطلة شاطئية عائلية، قد يجدون أن البحر نفسه ليس بالضرورة العنصر الأهم.
تستمتع مراكش بأشعة الشمس طوال العام، وتضم مجموعة واسعة من الفنادق مع منزلقات مائية وحدائق ألعاب مائية ضخمة، مثالية للأطفال من جميع الأعمار. وبالنسبة للمرح العائلي، أصبحت خيارًا بديلًا مثاليًا لدبي أو الإمارات، ولكن بجزء بسيط من التكلفة. وكإضافة مميزة، يتوفر الطعام الحلال اللذيذ في كل مكان، والتسوق في أسواق المدينة القديمة لا شك أنه أكثر متعة من التسوق في المراكز التجارية الفاخرة!




